أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

2

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل 

 

وقفات

 

الثكلى المستأجرة

 

  كان ابن الإمام أحمد بن حنبل مريدا للولى قضيب البان، وكان سيدى قضيب البان يجلس فى المراقبة حتى منتصف الليل، وبعد منتصف الليل يبدأ درسه لمريديه، وكان ابن الإمام أحمد يحضر هذا الدرس حتى مطلع الفجر، ثم يحضر درس أبيه فى الصباح. وحدث أن هذا الابن كثيرا ماكان يغفو أثناء درس أبيه، فنهره أبوه كثيرا وقال له: إذا لم تكن على يقظة أثناء الدرس فلا حاجة له بحضورك، ثم قل لى أين تقضى ليلك؟ قال: فى درس سيدى قضيب البان. فقال: دلنى عليه، فإذا كان على حق أقررنا بذلك وإن كان على باطل أمرنا بخروجه من البلد فذهب سيدى أحمد بن حنبل وانتحى جانبا حتى حضر سيدى قضيب البان وجلس مريدوه فى المراقبة معه، ثم بدأ درسه بعد منتصف الليل، وأخذ يشرح فى نقطة الباء فى ﴿بسم الله الرحمن الرحيم وإذا بالإمام أحمد يبكى بكاءا حارا حتى أذن الفجر، ولم ينته سيدى قضيب البان من شرحه فقام سيدى أحمد ليؤم المسلمين فى المسجد، وبعد الصلاة قال لابنه: يابنى إن هؤلاء بلغوا فى التوحيد مبلغا لايدانيهم فيه أحد فإنهم على حق فكن ملازما لهم، أما أنا فقد كبرت سنى. ثم قل لشيخك ماجوابك عن هذه الأسئلة وحمل ابنه كثيرا من الأسئلة وانتظر الرد عليها ومنها: عندما يخطب مريدوك فى المساجد ترى الناس يبكون ويشوقون لمعرفة المزيد، وهذا على غير ما نرى من تلاميذنا. فقال سيدى قضيب البان لابن الإمام أحمد: يابنى قل لأبيك: ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.