أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

1

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل

 

صحابة أحمد

 

سيدنا عبد الله بن عمر

 

  كان يمشى فى طرقات المدينة تجلله السكينة كأنه ضوء من نجم بعيد، مع الناس وليس معهم، وعن الأوزاعى أنه قال: لقد بايعت رسول الله فما نكثت ولا بدلت إلى يومى هذا، ولا بايعت صاحب فتنة، ولا أيقظت مؤمنا من مرقده.

  وقال عبد الله بن أويس المدنى حدثنى أبى عن عاصم بن محمد عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذاكرا رسول الله إلا ابتدرت عيناه تبكيان، وحدثوا أن عبد الله بن عمر قال: ما وضعت لبنة - أى أنه لم يبن بيتا - ولا غرست نخلة منذ توفى رسول الله ، كانت بيعته للرسول هى البيعة، وصحبته هى الصحبة، وزمانه مع الرسول هو الزمان، وبعد ذلك ظل مرابطا ينتظر.

عن جابر بن عبد الله أنه قال: ماأرينا أحدا إلا قد مالت به الدنيا أو مال بها إلا عبد الله بن عمر.

عاش على سفر، كما أوصاه معلمه وقدوته، رووا أنه قال: أخذ رسول الله ببعض جسدى، فقال: (كن فى الدنيا غريبا أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور)، كذلك كان مستعدا للرحيل فى أى وقت يمشى هونا فى الطرقات والأسواق ينشر السلام ذات اليمين وذات الشمال، حتى لكأنه يسلم على الحجر والشجر، حدثوا أنه قال: إنى لأخرج إلى السوق مالى حاجة إلا أن أسلم ويسلم على، وحدثوا أن ابن عمر كان يخرج ماشيا إلى قباء كل سبت ونعلاه فى يديه فيمر بعمرو بن ثابت العتوارى، فيقول له ياعمرو أغد بنا فيخرجان يمشيان معا، ذلك دأبه، نعلاه فى يديه وربما تحت إبطه، كأن تراب المدينة كله حرم.