أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

6

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل 

 

تعم المشرقين

 

حول المقام

 

  كسابق عهدنا به يتمهل قليلاً قبل دخولنا المقام كى يستمر ذلك الإحساس العذب وهذا حالنا منذ البدء، فكم أمرئ من شوقه لما رآه لم يع، وجئنا من قبلى ومن بحرى ومن أسافل والصعيد ومن أوروبا وكندا وأمريكا واستراليا ومن ديار العرب، ومختلف الجنسيات والألسن يجيئون مشتاقين فقل رزاز الغيث ثم مايلبسون أن يتكاثفوا ويتلاحموا فى خضم عظيم يجيش ويزخر بحياة جديدة أوجب من حصيلة أجزائه، ذات أبعاد وآفاق تجل عن الخبرات, مدلول الإمتزاج والإخاء بفضل  فخر الدين، وهو قطب الرحى فى مثل هذا اليوم.

  وصل الرجل طرف الحى وعرقه يتصبب لأنه قام من أهله مع طلوع الشمس ويصل المقام والشمس فى كبد السماء، ويسمع أصوات السرور, وتسرى إليه الطمأنينة من الجمع الغفير، فيحييهم فرحا بوجوده وأدباً بادئ ذى بدء، ثم إعلاناً للملأ أنه أيضاً هنا الولهان فى لهاثه صوتاً يعرب عن ذلك كله، ومازال صوته يندمج فى بقية الأصوات وبمختلف اللكنات فيضيف إليها نفحة لاتميزها الأذان أول وهلة ولكن الذى يرهف السمع يدرك أنه موجود وأن صوت الجميع لايكون جميعاً دونه.

  يصلون واحداً واحداً واثنين اثنين وجماعات وامرأة برضيعها وشاباً يسند شيخاً وشيخاً يؤنس شاباً، فيتلقهم الجمع المهاب، فإذا كل واحد قد صار ذاته وأكثر، يجيئون مثل حبات القمح كل حبة قائمة بذاتها وكل حبة تنطوى على حب عظيم لسيدى فخر الدين المعلم والقدوة، بذرة خير فى تربية خير تنفع الإسلام والمسلمين، فيحثوهم ذلك فى خضم منتظم سرياناه حول مركز ابن سيدى سادتنا وأمينه الصائم المتصدق القوام البحر الخضم سيدنا إبراهيم الدسوقى، يجيئون ويروحون أقوى مما كانوا عليه، شوقاً وحنيناً وامتناناً وشكراً، يجيئون فقراء الله ويعودن أغنياً به، سوف تتلاحم الأجزاء فيصبح كل واحد، ولسان حال الجمع للشيخ: ها قد أطل زمان الوصل يا أملى وثرت به قلبى وأقدامى، ياسلوتى يارجائى وعزائى وسندى ومرادى ومرامى تجاه الأمين الحبيب، أنا قد جئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل.

 ومن بعد يقول الشيخ وأرضنا به جمعاً وفردا والتآخى شكر نعمتنا، ولينسب كل من يبلغه قولى إلى إخوانه شرف الانتساب إلى الدسوقى الهمام وفخر الدين فى المحفل العلى سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى وكمال العطاء المصطفى وارث المقام ورافع القواعد سيدى الشيخ إبراهيم  وإمام الجمع وقائد الركب مولانا الشيخ محمد وكل ما فى كل شئ منك ياجد الحسين أجمعين .