أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  المجـلة

المجلة البرهانية

 

 

 

4

كلمة العدد  ::  حكمة العدد  ::  وقفات  ::  الدين النصيحة  ::  خدعوك فقالوا

تعم المشرقين  ::  صحابة أحمد  ::  ركن المرأة  ::  ركن الشباب  ::  ركن الطفل 

 

تعم المشرقين

 

نور الهداية

 

  حل مولانا الشيخ إبراهيم ضيفا على البلاد الألمانية، ووقف بعض الإخوة يتجاذبون أطراف الحديث أمام مكان ضيافته، وجائت شابة ألمانية الجنسية قد دخلت الطريقة منذ أيام تتحدث عن تجربتها الشخصية مع البرهانية وتحكي عن الأشياء التى جذبتها للطريقة والإسلام وأهمها معاملة مولانا الشيخ إبراهيم لها كإبنة له وأنها لم تحس على الإطلاق أنه مديرا أو رئيسا ولكن أبوته طاغية على تصرفاته بالرغم من الكم الهائل من الأتباع.

 وبينما كانوا يتبادلون أطراف الحديث كان يقف على الطرف المقابل لهم شاب قد غرق في حزنه وألمت به نازلة جعلته شارت الذهن باهت الوجدان فلما سمعهم يتحدثون ويضحكون إقترب منهم واعتذر بأنه يريد الانضمام إليهم ليحكى لهم ما حدث لكلبه العزيز لأنه لا يجد من يشاركه الحزن على كلبه الذي قرر الدكتور الخاص به إعدامه لإصابته بالسرطان، واتصل به تلفونيا ليخبره بذلك، ثم استطرد الشاب ليصف علاقته الحميمة التي وصلت إلى درجة أنه يفضل الكلب على كل أصدقائه بل على أفراد أسرته لأنه مطيع وأمين ولا يخونه حتى وصلت درجة الحب أنه يدخل معه الحمام ليستحم وأعد له فراشا إلى جوار فراشه، وهاهو ذا يموت ولا يسطيع ان ينقذه أويفتديه، تعجب الإخوة من مأساة هذا الشاب ومن الدرجة التى وصل إليها الناس بعد بعدهم الشديد عن الله، حتى احتل الحيوان محل الأسرة والأصدقاء، ولكن تذكروا كيف أحب كلب أهل الكهف صاحبه ولما كان صاحبه من الأولياء إرتفع قدر الكلب، وهنا تدخلت هذه الأخت وبدأت الحديث مع هذا الشاب بالألمانية وبعد خمس دقائق أخذت بيده واختفت عن الأنظار أما الإخوة فلم يأبهوا لأمره، ولدهشة هؤلاء الإخوة فقد عاد صاحب الكلب بعد فترة يسيرة من الزمن ومعه الأخت الألمانية والبسمة ظاهرة على شفتيه، وهي تشرح له كيف يقرأ الأوراد وكيف يردد لا إله إلا الله، ثم التفتت إليهم وأخبرتهم بأنها قابلته بمولانا الشيخ إبراهيم وأنه خفف عنه حزنه وألمه وأعطاه الطريقة! وتعجب الإخوة من شيئين: الأول هو اهتمام هذه الأخت الجديدة بالموضوع الذي لم يأبهوا له، ودل ذلك على قوة عقـيدتها فى أن الشيخ سوف يحل له عقدته بالرغم من أنها لم تمض في الطريقة إلا أيام قلائل، وكيف أنها قد تخلقت بأخلاق الإسلام فلم تأل جهدا في مساعدة هذا الشاب المحتاج للمساعدة بدلا من نظرة الإخوة الناقدة له.

وحدث الإخوة أنفسهم بتأنيب؛ بأن مولانا الشيخ إبراهيم قد تكبد المشاق والسفر الطـويل ليـهدى الناس إلى الله ويريهـم الصراط المستقيم وهم حوله لا يغتنمون الفرص لكى يأخذون بأيدى الناس من الضلال إلى الهدى ومن الظلام إلى النور.

 والشيئ الثانى الذى تعجب له الإخوة هو وصف الفتاة لاستقبال مولانا الشيخ إبراهيم لهذا الشاب بالرغم من أنها حدثت نفسها على بابه بأنه كان يفترض منها أن تستأذن أولا حيث أنها جديدة وتدخل على الشيخ بمشكلة لاعلاقة لها بها، وفى غمرة ترددها وجدت نفسها أمام الشيخ لتجده متبسما مرحبا بها وبضيفها ومتحدثا معهما بلغته الإنجليزية التى أدخل فيها بعض العربية ولكنهما كانا يفهماها ولا يدريان كيف؟ حيث روى مولانا الشيخ إبراهيم لهذا الشاب قصص عديدة واستطاع أن يخرجه من همه وحزنه اللذين احتلا كل كيانه ووجدانه ثم يقوده إلى نور الهداية بإذن الله وبالحكمة والموعظة الحسنة.

 وبدأت أحاديث الخواطر تتوافد على الإخوة مرة باللوم وأخرى بالتعجب وثالثة بالفكر في نبوءة أبو العينين الدسوقي بأن تعم المشرقين طريقته.