|
البدعة
1- ما هى البدعة؟
البدعة هى الحدث، يقال أبدع بمعنى
أخترع الشيئ لا على مثال سابق، والمبدع بمعنى البديع، قال تعالى: ﴿بديع السموات
والأرض﴾ أى مبدعها لا على مثال سابق، أى بمعنى مخترع، والابتداع الاستحداث، قال
تعالى: ﴿رهبانية ابتدعوها﴾ أى استحدثوها ألزموا بها أنفسهم من غير افتراض.
2- ما هى أقسام البدعة عند الفرق
الضالة؟
قسمتها الفرق الضالة إلى قسمين:
منهم من قال أنها كل ما لم يفعل فى
زمانه
 فى كل الأمور من دين ودنياً، ومنهم
من قال ما لم يفعل فى زمنه
فى الدين فقط، ثم حكموا على كل ذلك بفهم قاصر جاهل بقوله
: (فان خير الهدى هدى محمد
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار).
ويقول أيضاً
:
(من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وغير ذلك من الآيات والأحاديث التى
يفسرونها على حسب أهوائهم وتراهم قد ضلوا فى فهم كلام رب العالمين وسيد العالمين
.
3- ما هى أقسامها عند علماء
المسلمين؟
ذكرها الإمام النووى فى شرح صحيح
مسلم، قال البدعة على خمسة أقسام:
1) واجبة: كتعلم أدلة
المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك.
2) مندوبة: كتصنيف كتب العلم وبناء
المدارس
3) مباحة: كتبسيط ألوان الطعام وغير
ذلك مما لا يدخل فى التبذير والحرمة.
4)
المكروه: ما ليس له أصل فى الدين.
5)
الحرام.
ومن العجيب أيضاً يفسرون معنى قوله
تعالى: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ بان جميع شرائع الدين قد اكتملت ولا تحتاج إلى
جديد، ولو كان هذا صحيح لوقف الدين جامداً.
لا يصلح لكل زمان أو مكان، ولاحتاج
العالم إلى دين جديد، ونبى جديد حتى يأتى بشريعة تناسب كل عصر، ولكن المقصود
بالكمال كما فهم علماء الإسلام هو الأصول، لو كان كذلك كما فهموا فى أن الكمال هو
كل شئ لما احتاج الإسلام إلى علماء جدد يجددون الدين كما أخبر الرسول
:
(إن على رأس مائة سنة من يجدد لكم دينكم) -الترمذى.
4- إذن فما المعنى من قوله
(كل محدثة بدعة)؟
المقصود أى التى ليست لها أصل فى
الدين، لأنه لو كان كل محدثة أو كل جديد بدعة لما قام الصحابة بجمع القرآن الكريم،
وبإقامة المدن وتعمير الأرض، أما التى لها أصل فى الدين فإنها تدخل تحت قوله
(من سن فى الإسلام سنة حسنة
فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها) -رواه
مسلم.
5- هل فعل الصحابة أشياء لم تكن فى
عهد النبى
؟
أولاً الأشياء التى فعلها الصحابة ولم
تكن فى زمنه
كثيرة لا تحصى ونذكر منها على سبيل
المثال:
1)
ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب
 فى صلاة التراويح حيث جعلها فى جماعة
وزادها إلى إحدى وعشرين ركعة فعلى قولهم هل يكون سيدنا عمر بن الخطاب
مبتدعاً.
2)
جمع القرآن الكريم فى عهد سيدنا عثمان بن
عفان
وهناك الكثير وأيضاً من السلف
الصالح.
3)
جمع الحديث فى عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز
، وهذا ما يفسر قوله
(من سن سنة حسنة).
4) وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب فى صلاة
التراويح بعد ما زادها وجعلها فى جماعة (نعم البدعة هذه)، أى أن لفظ البدعة ليس
معناه سيئ فى حد ذاته وأيضاً فى قوله تعالى: ﴿ورهبانية ابتدعوها﴾ يقول الإمام
الألوسى أى استحدثوها ولم تفرض عليهم، وقال أيضاً الإمام الفخر إن الله مدحهم بهذه
الآية بدليل قوله تعالى فى آخر الآية ﴿إلا ابتغاء رضوان الله﴾.
5) ثم
إن كان التبى قد أغلق باب السنن الحسنة فكيف قال
:(عليكم
بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى) رواه أبو داود
والترمذي وصححه، وابن ماجه،
فهو لم يغلق باب السنة الحسنة والتى شهد لها
بالحسن عندما تأتى من الخلفاء الراشدين.
أى أن البدعة حالتين: حسنة وهى
الواجبة والمندوبة والمباحة وسيئة (وهى الضلالة التى ليست لها أصل فى الدين وهى
المكروهة والحرام).
ومفهوم البدعة المكروهة والمحرمة والتى لا أصل لها فى الدين هى إطلاق ما قيده الله
ورسوله أو تقييد ما أطلقه الله ورسوله، فمثلا الصلاة المفروضة محددة بتوقيت وعدد
ركعات فمن أطلق ذلك أو غيره فقد ابتدع بدعة حراما، وذكر الله لم يقيده الله ورسوله
بشكل أو حالة بل أطلقه فى كل حالة فمن قيد ذلك بأن حرمه فى أحوال معينة فقد ابتدع
بدعة مكروهة أو محرمة. |
