أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  برهانيات

الطريقة  ::  نسب الشيخ  ::  سيرة الشيخ  ::  مؤلفاته  ::  شعار الحولية

 

 

 

 

كتـبه

دروسـه

شراب الوصل

 
كتاب انتصار أولياء الرحمن 3 كتاب تبرئة الذمة

من كتاب تبرئة الذمة فى نصح الأمة

   

علو مقام خاتم الانبياء

 

  النبى هو الأصل ودينه أصل الديانات وكل الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام يسلمون على شريعته بدليل قوله تبارك وتعالى ﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا﴾ وهم مؤمنون بل هم أكثر إيمانا من غيرهم ولذلك فالنبى أولى بهم من أنفسهم لقوله تعالي: ﴿النَّبِى أوْلى باِلمؤمِنينَ مِنْ أنْفُسِهم﴾ وهم المكلفون بتعريف أممهم بالنبى كما قال تعالي: ﴿وإذ أخَذَ الله ُميثاقَ النبَِّيين لما آتيَتْكُمْ مِن كتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسول مُصدِّق لما مَعَكمْ لَتُؤمِنُنَّ به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين﴾.

فاتضح من هذا وذاك أن أصل الهداية وأصل النور وكل مواثيق الدين عند النبى وهو الواسطة والممد لكل الأنبياء والمرسلين.

وقد قال فى ذلك العلامة المحقق الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر السلاوى تلميذ الإمام الشهير الشيخ محمد الأمير الكبير المصرى من أهل القرن الثالث عشر رضى الله عنهما فى رسالته (تعظيم الاتفاق فى آية أخذ الميثاق): قال رحمه الله تعالي:

اعلم وفقنا الله وإياك لطاعته، أن هذه الآية الشريفة أجل آية فى حقه ، وقد أفردها التقى السبكى برسالة سماها (التعظيم والمنة) فى معنى قوله تعالى ﴿لَتؤْمِننَّ بِهِ وَلَتَنْصرنه﴾، قال فيها: فى هذه الآية الشريفة من التنويه بالمصطفى وتعظيم قدرة العلى ما لايخفى.

وفيها أنه على تقدير مجيئه فى زمانهم يكون مرسلا إليهم، فتكون نبوته ورسالته ، عامة لجميع الخلق من لدن آدم إلى يوم القيامة، وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته ، مع بقاء الأنبياء والرسل على نبوتهم ورسالتهم، ولا ضرر فى صيرورة نبى من أمتنا على فرض اجتماعه بنبينا، ألا ترى عيسى عليه السلام، فنبينا هو نبى الأنبياء، والرسل نوابه، ويكون قوله : وبعثت إلى الناس كافة، أى من عرب وعجم وأسود وأحمر، الشامل للجن إجماعا وللملائكة على أرجح القولين، لا يختص به الكائنين فى زمنه إلى يوم القيامة، بل يتناول من قبله أيضا، وقد ورد أن الأنبياء عليهم السلام كانوا يأخذون الميثاق من أممهم، بأنه إذا بعث محمد وأدركوه، أن يؤمنوا به وأن ينْصروه.