أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

إسلاميات

 أضف إلى معلوماتك  ::  قصص وعبر  ::  سيرة  ::   آثار إسلامية 

 

 

 

6

النور المعظم

 

 

  قال الإمام الحافظ الرامى فى سننه عن بريرة عن أبيه قال كان إذا خطب قام فاطال القيام فكان نبى الله يطول عليه قيامه فأتى بجذع نخلة فحفر له، واقيم إلى جانبه قائماً للنبى وكان النبى إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه فبصر به رجل كان ورد المدينة فرآه قائماً إلى جنب ذلك الجذع، فقال لمن يليه من الناس، لو أعلم أن محمداً يحمدنا فى شئ يرفق به لصنعت له مجلساً يقوم عليه فإن شاء جلس ماشاء، وإن شاء قام، فبلغ ذلك النبى فقال: (أئتونى به) فأتوه فأمرنا أن يصنع له هذه المراقى الثلاث أو الاربع - هى الآن فى منبر المدينة - فترك النبى الجذع، وعمد إلى هذه التى صنعت له، فزع الجذع فحن كما تحن الناقة حين فارقه النبى ، فقال بريره عن أبيه أن النبى حين سمع حنين الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال: (اختر أن أغرسك فى المكان الذى أنا فيه فتكون كما كنت، وإن شئت أغرسك فى الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك)، وقال إنه سمع من النبى وهو يقول له: (نعم)، فسكن الجذع فذهب. وفى رواية أن النبى قال: (لو لم ألتزمه لحن إلى يوم القيامة).

روى أن سيدنا عمر بن الخطاب سُمع بعد انتقال رسول الله يبكى ويقول: "بأبى أنت وأمى يارسول الله، لقد كان جزع تخطب الناس عليه فلما كثر الناس اتخذت منبراً لتسمعهم، فحن الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكت، فأمتك أولى بالحنين إليك".