أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  إسلاميات

 أضف إلى معلوماتك  ::  قصص وعبر  ::  سيرة  ::   آثار إسلامية 

 

 

 

 

6

الأذان

 

 

  إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ... ومتى حان وقت الصلاة فلابد من عمل ينبه الغافل ويذكر الساهى ... فأتمر النبى مع الصحابة فيما يفعل لذلك، فقال بعضهم: نرفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، فلم يرضوا ذلك لأنها لا تفيد النائم ولا الغافل، وقال الآخرون: نشعل نارا على مرتفع من الهضاب فلم يقبل أيضا، وأشار الآخرون ببوق وهو ما كانت اليهود تستعمله لصلواتهم، فكرهه رسول الله لأنه لم يكن يحب تقليد اليهود فى عمل ما، وأشار بعضهم بالناقوس وهو ما يستعمله النصارى فكرهه الرسول أيضا، وأشار بعضهم بالنداء فيقوم بعض الناس إذا حانت الصلاة وينادى بها فقبل هذا الرأى، وكان أحد المنادين عبد الله بن زيد الأنصارى فبينما هو بين النائم واليقظان إذ عرض له شخص وقال: ألا أعلمك كلمات تقولها عند النداء بالصلاة؟ قال: بلى، فقال له: قل: الله أكبر الله أكبر مرتين، وتشهد مرتين، ثم قل حى على الصلاة مرتين، حى على الفلاح مرتين ثم كبر ربك مرتين ثم قل لا إله إلا الله، فلما استيقظ توجه إلى النبى وأخبره خبر رؤياه فقال: انها لرؤيا حق، ثم قال له: لقن ذلك بلالا فإنه أندى صوتا منك، وبينما بلال يؤذن إذ جاء عمر يجر رداءه فقال: والله لقد رأيت مثله يارسول الله، وكان بلال أحد مؤذنيه بالمدينة والآخر عبد الله بن أم مكتوم، وكان بلال يقول فى أذان الصبح بعد حى على الفلاح الصلاة خير من النوم مرتين وأقره الرسول على ذلك، وكان عليه السلام يأمر فى فجر رمضان بأذانين أولهما يوقظ به الغافلون حتى ينتبهوا للسحور والثانى للصلاة.

أما الأذان للجمعة فكان أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله وأبى بكر وعمر، فلما كان عثمان وكثر الناس زاد نداء آخر على الزوراء - رواه البخارى، ولما تولى هشام بن عبد الملك أخذ الأذان الذى زاده عثمان بالزوراء وجعله على المنار ثم نقل الأذان الذى كان على المنار حين صعود الإمام على المنبر فى العهد الأول بين يديه.

فتأمل كيف أحب الله أصحاب النبى حتى أنه شرفهم بنزول أحكام الهدى والشرع على يديهم، وهل ذلك إلا لأنهم أصحابه، فأشرف بهم وبصاحبهم إذ يقول: (أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).