أغلق      
         

 
       
                               

 

 

  صوفيات طرق صوفية  ::  الأوراد  ::  الحضرة  ::  الذكر  ::  السبحة  ::  أولياء الله      

7

الإسم المفرد

 

 

  ذكر الإسم الشريف المفرد الله بالقصر- يعنى من غير مد- وكذا كل أسماء الله تعالى الحسنى جائز وقد ألف فيه العلامة السكندرى رسالته المشهورة "القول المسموع" وقد قال العلامة قوله المشهور:

الله قل وذر الوجود وماحوى                إن كنت مرتاداً  بلوغ كمال

فالكل دون  الله  إن  حققـته                عدم على التفصيل والإجمال

 وإذا جاز لقصر فى الإسم المفرد الذى هو جامع لجميع أسماء الله الحسنى، أفلا يكون فى غيره من باب أولى؟ ومعنى كونه جامعاً أنك إذا قلت الملك، فلا يسعك إلا أن تقول "الله" وهكذا فى بقية الأسماء، بل وحتى الأسماء التوقيفية فمرجعها إليه سبحانه وتعالى كالحنان، فلا يسعك إلا أن تقول "الله" والمنان كذلك ... ومعنى كونه جامعاً أن الحرف الواحد منه يدل عليه تعالى كالألف من الإسم الشريف تنطق به "آ" وهى لغة كل طفل عند إرادة النطق ولغة المريض وهى الأنين فى المرض فيكون إلتجاؤه إليه تعالى من غير إدراك ومعناها: ﴿أ إله مع الله﴾ أو: ﴿ألله إذن لكم أم على الله تفترون﴾ وكذا آخر حرف من الإسم الشريف كالهاء: ﴿هو الله الذى لا إله إلا هو﴾ وكذا إذا ضممت حرفين من الإسم الشريف كالألف والهاء "آه" وهو ذكر المستغرق وهو فضلاً عن لفظ الوليد والمريض، كما قال:

آه وآه ثم آهـا آهـا    قد أبدع الأجناس ثم براها

وكذا لو ضممت اللام إلى الهاء لصار "له"، أى بمعنى: ﴿له مافى السموات والأرض﴾ وأما ذكره بالقصر بل بسكون الهاء: "الله" فهو من أجل الذكر كما تدل الآيات وكما عرف عن الأماثل الأفاضل، ولم تعرف عنه فى النطق إلا الألف المدغمة فى الهاء وهى حالة المستغرق، وهو "آه" لغة فى "الله" كما فى قول أبى طالب: "لهم إن المرء" لغة فى "اللهم"، ثم أن الله ماوصف بالكثرة شيئاً إلا الذكر، وما أمر بالكثرة من شئ إلا من الذكر. ﴿والذاكرين الله كثيراً والذاكرات﴾ وقال ﴿أذكروا الله ذكراً كثيرا﴾ وما الذكر قط إلا بالإسم الله خاصة معرى عن التقييد فقال: ﴿أذكروا الله﴾ وماقال بكذا، وقال: ﴿ولذكر الله أكبر﴾ ولم يقل بكذا، وقال: ﴿اذكروا الله فى أيام معدودات﴾ ولم يقل بكذا، وهكذا فى بقية الآيات، وقال رسول الله : (لاتقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول الله)، والحديث يشير بوضوح تام إلى سبب وجود الدنيا وأهمية الذاكرين، ويقول سيدى فخر الدين: الذكر هو ترديد اسم المحبوب من غير طلبٍ لمنفعة أو دفعٍ لمضره، الله فى الله.