أغلق      
         

 
       
                               

 

 

 

إسلاميات

 أضف إلى معلوماتك  ::  قصص وعبر  ::  سيرة  ::   آثار إسلامية 

 

 

 

3

نسيج وحده

 

 

  سعيد بن عامر بن جذيم الجمحي من أشراف بني جمح شهد خيبر وكان من الزهاد والعباد وكان أميرا لسيدنا عمر على حمص بعد أبى عبيدة بلغ عمر أنه قد أصابته حاجة شديدة فأرسل إليه بألف دينار فتصدق بها جميعا وقال لزوجته أعطيناها لمن يتجر لنا فيها ، وشكاه أهل حمص فأرسل سيدنا عمر في طلبه فتأخر في العودة إلى المدينة وذات يوم بينما سيدنا عمر جالس أمام المسجد النبوي أقبل سيدنا سعيد في ثوب بالي سائرا علي قدميه بيده حبل مربوط به عنزة ويحمل طبقا من الخشب تحت إبطه فصعب حاله فقال له سيدنا عمر ما بالك يا سعيد؟ فرد مالي أما تراني أتيتك أجر الدنيا من قرنيها فأشار سيدنا عمر إلى العنزة والقعب وقال له أهذه هي الدنيا؟ فقال نعم أسير وهي تأكل من نبات الأرض فأحلبها في هذا القعب أتقوت بلبنها ثم أغسل قعبي وأتوضأ فيه، فسأله فلما تسير علي قدميك ؟ فقال ما عندي دابة، فقال له فلما لم يعطيك أحدهم دابة؟ قال لم يعطوني ولم أسألهم، فقال سيدنا عمر إن لأهل حمص عليك مآخذ فقال سيدنا سعيد ما هي؟ فقال سيدنا عمر يقولون تجيبهم بالنهار ولا تجيبهم بالليل، ولك يوم لاتخرج إليهم في الليل أو النهار، ثم أين أموال الزكاة التي جمعتها ولم تصلنا؟ فقال سيدنا سعيد أما الأولى فقد جعلت النهار لهم والليل لربي أما الثانية فليس لي إلا ثوب واحد أغسله في ذلك اليوم الذي لا أخرج فيه، وأما الزكاة فقد سألت عن عشرة من صلحاء حمص فجمعوا الزكاة من الأغنياء وردوها على الفقراء ولو بقي منها شئ لأحضرته لك، وكانت تصيبه غشية وهو بين ظهري القوم فذكر ذلك لسيدنا عمر وقيل إن الرجل مصاب فسأله سيدنا عمر في قدمة قدمها عليه فقال يا سعيد ما هذا الذي يصيبك فقال والله يا أمير المؤمنين ما بى من بأس ولكنى كنت فيمن حضر خبيب بن عدى حين قتل وسمعت دعوته فوالله ما خطرت على قلبى وأنا فى مجلس قط إلا غشى على، هكذا كان سيدنا سعيد الذي لقبه الفاروق بـ (نسيج وحده)